الشارقة: المرصد، متابعات
باتت أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك بجامعة الشارقة التي أنشئت برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة في 7 مايو 2015 منافسا رائدا في علوم وبحوث الفضاء والفلك محليا وعالميا وإحدى المراكز الأكثر شمولية في العالم في مجال علوم وأبحاث الفضاء والفلك لما تتضمنه من مجموعة مرافق كمختبرات الأبحاث، والمرصد الفلكي، والقبة الفلكية، ومعارض الفضاء. كما أن كل من مرافق الأكاديمية تتفوق في مجال تخصصها وتقدم لكل من مجتمعي الباحثين والزوار تجربة فضاء فريدة حيث تعد رائدة في التكنولوجيا التي تستخدمها وتعتبر تجربة تعليمية وتثقيفية ممتعة.
وأسس صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك كمشروع قومي وطني ومقر علمي بحثي يسعى لخدمة وتوعية المجتمع في جميع مجالات علوم الفضاء ولتكون رائدة عالميا في أبحاث علوم الفضاء وترسيخ دولة الإمارات كمركز علمي في منطقة الخليج العربي والعالم.
ومن أهداف الأكاديمية الاستراتيجية نشر الوعي بأهمية القطاع الفضائي والثقافة العلمية الفلكية، وتنمية الكوادر البشرية الوطنية المؤهلة في هذا المجال، وتشجيع البحوث العلمية في العلوم الفلكية وتطوير تقنيات الفضاء السلمية، والمساهمة في القطاع الفضائي الوطني والمشاريع العلمية، إلى جانب تطوير الشراكات المحلية والدولية لتنمية القطاع الفضائي الوطني.
وفضلا عن الدعم المستمر من صاحب السمو حاكم الشارقة ودور الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة ومدير عام أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، أصبحت الأكاديمية فريدة من نوعها في بحوث الفضاء في منطقة الخليج العربي، وخلال العامين الماضيين نشرت الأكاديمية أكثر من 30 ورقة علمية بحثية ومقالات في مجلات عالمية مرموقة وتترقب الأكاديمية المزيد من هذه الانجازات باستخدام مشاريعها ومختبراتها البحثية المختلفة كما تثابر الأكاديمية على تنظيم مختلف الفعاليات التي تخدم المجتمع من خلال تثقيف مختلف أفراده بأهم المفاهيم والإنجازات والتطورات في مجال علوم الفضاء والفلك وخاصة قطاع الفضاء الإماراتي.
وضمن خطتها المستفبلية تعمل الأكاديمية على توسيع البرامج والأبحاث الفلكية والفضائية وتنظيم مؤتمرات علمية ذات مستوى عالمي بالتعاون مع الاتحاد الفلكي الدولي والمؤسسات الفضائية العالمية، وكذلك ترسيخ مكانتها كمؤسسة بحثية وأكاديمية مختصة في علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في دولة الإمارات بصفة خاصة والعالم الإسلامي بصفة عامة لتكون مرجعا أساسيا لعلماء الفلك والفضاء العرب والمسلمين.
وفي سعيها لإثراء المعرفة الأكاديمية والمهنية للطلبة والباحثين وتزويدهم بالمهارات والخبرات المطلوبة في مجال علوم الفضاء والفلك للعمل على البحوث المتخصصة في مختلف الموضوعات والمشاريع الفلكية التي تدعم قطاع الفضاء في الدولة والعالم.. تطرح الأكاديمية العديد من برامج الدراسات العليا بالتعاون مع جامعة الشارقة، وهي برنامج ماجستير العلوم في علوم الفضاء والفلك، وبرنامج ماجستير العلوم في نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، وبرنامج ماجستير في القانون الجوي والفضائي.
وأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك هي مقر لخمسة مختبرات ومراكز مختصة في البحث العلمي بعلوم الفضاء والفلك.. مختبر الأقمار الصناعية المكعبة “CubeSats”، ومركز النيازك، ومختبر طقس الفضاء والأيونوسفير، ومختبر علم الفلك الراديوي، ومختبر الفيزياء الفلكية العالية الطاقة وكل من هذه المختبرات والمراكز يعمل لتحقيق أهدافه البحثية، كما يمنح طلبة الجامعة من التخصصات المعنية فرصة المساهمة في الأبحاث التي يقوم بها والتعلم من الخبرات في الأكاديمية.
ويعمل مختبر الأقمار الصناعية المكعبة “CubeSats” على مشروع تطوير القمر الصناعي Sharjah Sat-1 بمساعدة عدد من طلبة الجامعة المؤهلين، وهو قمر صناعي حديث مصغر مقارنة مع الأقمار الصناعية الإعتيادية ويمكن استخدامه لإنجاز مهمات فضائية وبحثية خاصة، وهو أيضا عبارة عن قمر صناعي مجهز بمعدات اتصال واجهزة استشعار ويزن عادة أقل من 3.3 كغم ويقوم برنامج الأقمار الصناعية المكعبة “CubeSats” في الاكاديمية باشراك طلبة الجامعة المؤهلين من كليتي الهندسة والعلوم بمشروع Sharjah Sat-1، والذي من المتوقع اطلاقه في بداية عام 2021 ، هذا ويمنح البرنامج الطلبة المساهمين خبرة عملية في بناء وتصميم الكيوبسات والفرصة لأخذ تجربة عملية بمركبة فضائية حقيقية.
أما مركز النيازك في الأكاديمية، فيعمل على مشاريع بحثية مختلفة تهدف إلى استخدام شبكة الإمارات لرصد الشهب، والإبلاغ عن طبيعة ومعدل وتوزيع الحطام الفضائي “ان كان طبيعي أو من صنع الإنسان” في الدولة، وتحليل التفاعل بين الغلاف الجوي والحطام الفضائي، ودراسة النيازك للحصول على معلومات قيمة عن نشأة وتطور النظام الشمسي، إلى جانب تدريب الطلبة على استخدام الأجهزة والبرامج المتوفرة لتحليل النيازك، إلى جانب إعداد مختبر فريد من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة قادر على جمع وتحليل وتصنيف النيازك.
ويضم مشروع شبكة الإمارات لرصد الشهب التابع لمركز النيازك والقائم بالتعاون مع وكالة الإمارات للفضاء.. ثلاثة أبراج موزعة في الشارقة والعين وليوا لتتمكن من تحقيق تغطية شاملة لسماء الدولة، ويضم كل برج 17 كاميرا تغطي سماء الدولة من غروب الشمس إلى شروقها، وتعمل على مراقبة أي شهاب محتمل أو حطام أقمار صناعية من صنع الإنسان تمر بسماء الدولة وستحدد هذه الشبكة المكان الذي يكون قد سقط فيه هذا الحطام، وتأتي هذه الشبكة الفريدة من نوعها على المستوى العالمي، كجزء من البرنامج الدولي للتوعية بالحالة الفضائية الذي يعنى بتوعية عامة الناس على فهم خطر الحطام الفضائي.
وفيما يتعلق بمختبر الطقس الفضائي وطبقة الأيونوسفير، تقوم الأكاديمية بإجراء بحوث في المختبر حول التغيرات في طبقة الأيونوسفير بسبب تأثيرات الطاقة الشمسية والفضاء المختلفة، ويستكشف مختلف تقنيات رصد ونمذجة الغلاف الأيوني وتتمثل الأهداف البحثية الرئيسية للمختبر أيضا في إجراء البحوث والتطوير في أكثر مجالات البحوث نشاطا المتصلة بالتفاعل الشمسي الأرضي /الغلاف الأيوني/ ودراسة الآثار الأيونوسفيرية على الأنظمة الراديوية.
كما تم اطلاق مشروع جهاز الأيونوسوند “Ionosonde”، الذي يقوم برصد ودراسة طبقة الأيونوسفير ويعد نظاما رقميا حديثا مرنا متكاملا ونموذجيا لرصد وتطبيق الدراسات الأيونوسفيرية بالإضافة إلى تميزه بالقدرة على السير باستخدام نبضات راديوية عالية التردد بتقنية الإرسال العمودي “Vertical Incidence” وسوف يساهم هذا الجهاز في فهم طبيعة العلاقة بين الرياح الشمسية وطبقات الغلاف الجوي العليا للأرض، حيث تتسبب النشاطات الشمسية بإحداث اضطرابات في إشارات احداثيات القمر الصناعي المهمة جدا في نظام تحديد المواقع العالمي مما يؤثر في أنظمة الاتصالات اللاسلكية وأنظمة الملاحة بشكل عام.
ويعتبر مختبر علم الفلك الراديوي المختبر الرابع في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك حيث تم اطلاق مشروعين وهم التليسكوب الراديوي الديكاميتري، ويتكون من أربع هوائيات ثنائية القطب باستخدام عدة “Radio JOVE” من “NASA” كوحدات أساسية للنظام، وقد تم تصميم جهاز الاستقبال في هذا التلسكوب للعمل عند تردد 20.1 ميجا هرتز “MHz” وذلك لإجراء عمليات الرصد الفلكية اللاسلكية للتفاعلات النشطة في قمر كوكب المشتري “Io” الذي يعد أحد أكثر الأجسام الفلكية نشاطا في المجموعة الشمسية، بالإضافة إلى رصد الرشقات الشمسية والانبعاثات الراديوية لمجرة درب التبانة. وسوف يساهم هذا التليسكوب الراديوي في فهم طبيعة التفاعلات النشطة القائمة بين الشمس وطبقات الغلاف الجوي العليا لكوكب الأرض، ويتطلع الباحثون في أكاديمية الشارقة لعلوم الفضاء والفلك إلى فهم مدى تأثير الرشقات الشمسية وكيفية ارتباطها بظاهرة الشفق القطبي من خلاله، بالإضافة إلى رصد البقع الشمسية.
والمشروع الثاني هو محطة التلسكوب الراديوي التداخلي بطول 40 مترا والتي تستخدم ثلاثة تلسكوبات من نفس النوع تعمل على تجميع الموجات الهرتزية الخافتة الصادرة من الأجرام السماوية في الكون ورصدها ودراستها، وتعزيز تجارب ودور الطلبة والباحثين في دراسة هذا المجال، وهو من التلسكوبات الأولى عالميا من حيث صغر مساحة أطباقه وقلة كلفتها نسبيا وكانت أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك قد بدأت بالعمل بهذا المشروع في عام 2019 حيث قامت بتركيب التلسكوب الراديوي “Spider-500A” بطول 5 أمتار من قبل الشركة الإيطالية “PrimaLuceLab”، ليعمل بتردد “1.4 جيجاهرتز” ويتوزع التلسكوبان الآخرين من هذه السلسلة على زوايا مثلث قائم وعلى مسافات “30، 40، و50” مترا بين التلسكوب والآخر وذلك لكي تحاكي دقة هوائي أحادي الطبق قطره 40 مترا مع مساحة تجميع تساوي هوائي بقطر يبلغ 8.7 متر ويتميز بميزة الزاوية التي تساوي حوالي 0.36 درجة “21.6 دقيقة قوسية”.
ويلعب مرصد الشارقة البصري التابع لأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء دورا هاما في تعليم الطلبة علوم الفضاء والفلك، وخصوصا الذين يعملون على مشاريع بحثية مختلفة في المرصد مثل رصد النجوم المزدوجة، ودراسة النجوم المتغيرة، وتحديد عمر المجموعات النجمية، كما أن هواة الفضاء يترددون إلى المرصد بشكل دائم لتعلم المزيد عن علوم الفضاء والفلك خلال فعاليات المرصد المفتوح شهريا ويعد المرصد فريد من نوعه حيث إنه مجهز بأفضل وأحدث الاجهزة والعدسات التي تمكن من التصوير الفلكي والرصد العميق للسماء، ويحتوي أيضا على نظارتين كاسرات للأشعة تمكن من مراقبة الكواكب والملاحظات الشمسية، كما يرصد الكويكبات والشمس والخسوف والكواكب الخارجية “Exo-Planets” يوميا.
وقامت الأكاديمية ضمن مشروع مرصد الشارقة للإصطدامات القمرية “SLIO” بتركيب قبة جديدة بطول 3 أمتار مزودة بتلسكوب Meade مقاس 14 بوصة إلى جانب العديد من الأدوات الحساسة، ويقوم هذا المشروع المهم بعملية الرصد الأرضي للجزء المظلم من القمر لتحديد معدلات وأحجام النيازك الكبيرة “أعلى من 10 غرامات” التي تضرب سطح القمر ويختص هذا المرصد الجديد برصد الاصطدامات النيزكية على سطح القمر بهدف تعزيز الفهم بتأثيراتها على الرحلات والمهمات الفضائية، والتي بدورها تساعد على حماية وتمكين الرحلات الفضائية المأهولة برواد الفضاء، ومن خلال رصد مثل هذه الظواهر نفتح المجال لدراسة أنواع وتأثيرات مثل هذه الاصطدامات على سطح القمر وكيفية تكون الفوهات القمرية على مر بلايين السنين، ويثابر الفريق العامل بهذا المرصد على ملاحظة ورصد هذا النوع من الأحداث ومشاركة نتائجه مع المراصد العالمية الأخرى حول العالم.
وتحتوي الأكاديمية على عدة قاعات للمعارض التي تلقي الضوء على إسهامات المسلمين في علم الفلك وتاريخ التلسكوبات والأقمار الصناعية وكذلك استكشاف الفضاء ومن عوامل الجذب الرئيسية للمركز القبة السماوية التي تحتوي على 209 مقاعد، والتي يمكنها عرض مجال من النجوم لعدد يزيد على 10 ملايين نجم ساطع ويستخدم داخل القبة السماوية سبعة أجهزة عرض تعرض الشمس والقمر والكواكب الخمس المرئية بالعين المجردة هذا وتقدم هذه الأجهزة نموذجا تفاعليا للكون المرصود الذي يمتد على مسافة مليارات السنين الضوئية.
وتنظم الأكاديمية عددا من الفعاليات على مدار العام والتي تشمل المحاضرات وورش العمل العلمية التي تقوم بتوصيل المعلومة العلمية بشكل مبسط يساعد على تثقيف جميع الفئات العلمية وهواة علوم الفضاء والفلك المهتمة وذلك خلال أول يوم سبت في الشهر للعامة ويوم الأحد الذي يليه للمختصين والطلبة في هذا المجال، إلى جانب تنظيم محاضرة عامة كل ثاني ورابع يوم أربعاء من كل شهر للعامة والهواة والطلبة، إلى جانب المؤتمرات والندوات العلمية، وعروض القبة السماوية ومعارض الفضاء، وفعاليات اليوم المفتوح لمرصد الشارقة البصري والتي تحدث في رابع خميس من كل شهر.