دبي | المرصد | متابعات
أفاد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، بأن المسبار سيلتقط أول صورة للكوكب الأحمر بعد مرور 48 ساعة على دخوله مدار الالتقاط، قبل العبور إلى المدار العلمي.
وأكد الفريق أن اللحظات الحاسمة من عُمر المهمة المريخية لبدء مهامه العلمية، ستبدأ بعد يومين، حين يباشر إبطاء سرعته من 121 ألف كيلومتر في الساعة إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة، في فرصة وحيدة لدخول مداره العلمي بنجاح، لافتاً إلى أن «الجميع مستعد لبدء تلقي البيانات العلمية وتخزينها وتحليلها».
جاء ذلك خلال إحاطة إعلامية نظمها مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الإمارات للفضاء، بالتعاون مع المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، أمس، بمقر المركز في دبي.
وأكد أعضاء الفريق أنه بكامل جاهزيته لبدء تلقي البيانات العلمية، فور نجاح المسبار في محاولته المصيرية لدخول مداره حول الكوكب الأحمر.
وقالت نائب مدير المشروع لشؤون العمليات، المهندسة حصة المطروشي، رداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم»، إن «الفريق العلمي يتكون من 25 شخصاً، يضم أعضاء من مركز محمد بن راشد للفضاء، ومن وكالة الإمارات للفضاء، وشركاء مختصين دوليين مهتمين بعلوم المريخ بشكل خاص».
وأضافت: «آمال كبيرة يعلقها المجتمع العلمي العربي، والعلماء والجامعات، والمراكز العلمية والأكاديمية والبحثية حول العالم، على مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، لأن (مسبار الأمل) سيكون نافذة علمية مفتوحة للعالم على معلومات علمية حيوية غير مسبوقة عن الغلاف الجوي لكوكب المريخ».
وأضافت: «بنجاح (المسبار) في دخول مدار الالتقاط سيبدأ مهامه العلمية، ورصد كل ما يتعلق بكيفية تغير طقس المريخ على مدار اليوم، وبين فصول السنة المريخية، إضافة إلى دراسة أسباب تلاشي الطبقة العليا لغلافه الجوي، وتقصي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا للكوكب، ومراقبة الظواهر الجوية على سطحه، وبذلك يقدم أول صورة شاملة للغلاف الجوي للمريخ».
وأملت المطروشي أن تتكلل الرحلة التاريخية لـ«المسبار»، التي امتدت نحو سبعة أشهر، بالنجاح، لأنها ستعود على المعرفة البشرية عن الكوكب الأحمر، والفضاء بشكل عام، بفوائد علمية مشهودة.
ومن جانبه، قال قائد فريق مركز البيانات العلمية، المهندس عمران أحمد الحمادي، إن اللحظات التي تسبق نجاح «المسبار» في دخول مدار الالتقاط ستكون حاسمة جداً في مسيرة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، التي امتدت لنحو سبعة أعوام، لأن أكثر من 1000 غيغابايت من البيانات سيجمعها بعد دخول مداره العلمي وبدء مهامه العلمية، ليضعها في خدمة المجتمع العلمي العالمي.
ولفت الحمادي إلى أن المسبار سيحلل الظواهر الجوية على الكوكب الأحمر، مثل العواصف الغبارية وتغيرات درجات الحرارة، إلى جانب دراسة تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة، والكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ، فضلاً عن تحليل أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية قديماً للكوكب.
وأكد أن فريق مركز البيانات العلمية لمسبار الأمل على أتم الاستعداد لبدء تلقي المعلومات والبيانات العلمية وتحليلها وتخزينها، فور مباشرة «المسبار» لمهامه العلمية، بمجرد دخوله مداره حول الكوكب الأحمر.
وشرح مهندس أجهزة علمية، خالد محمد بدري، أن المسبار سيتمكن، عند دخوله مدار الالتقاط، من بدء تكوين فهم أفضل لدى العلماء حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر ومكوناته وفصوله، إضافة إلى تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأوكسجين، التي تشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء، الذي هو أساس مقومات وجود الحياة على أي كوكب».
وقالت محللة بيانات علمية، نورة سعيد المهيري، إن ما يميز «مسبار الأمل» عن المهام الفضائية السابقة التي درست مناخ المريخ، هو مداره العلمي الفريد، «فهو قريب جداً من خط الاستواء للكوكب الأحمر، ما يعني أنه سيكون في أقرب نقطة من الكوكب على بعد 20 ألف كم، وأبعد نقطة على بعد 43 ألف كم، وسيمكّننا من التقاط التضاريس الكاملة للمريخ».
ويشكّل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» محط آمال مئات الملايين من 56 دولة عربية وإسلامية، لإحداث حراك شامل في مختلف قطاعات صناعة واستكشاف الفضاء في العالم العربي، حيث ستكون الإمارات في حال وصول مسبار الأمل بنجاح إلى مداره العلمي حول كوكب المريخ، خامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي، ضمن مشروعها الطموح الذي يسجل حضوراً علمياً وبحثياً عربياً.