دبي: المرصد، تقرير بقلم رزان دياب
– فرض فيروس كورونا المستجد التباعد الجسدي بين البشر، فأصبح تنفيذ كل شيء “عن بعد” هو النمط السائد في التواصل وإنجاز العمل على مستوى العالم؛ الاجتماعات، التعليم، تقديم الخدمات، بل وحتى للترفيه والرياضة ولقاءات الأصدقاء والاقارب.
ولضمان سلامة الأفراد فرضت القواعد الجديدة، أن يعمل الناس من منازلهم وهو ما أدى لبعض الخلل في التفاعل والتواصل المثمر. فالتفاعلات في مكان العمل تساعد الموظفين على الاندماج في الثقافة التنظيمية وتزيد من التعاون والتنسيق فيما بينهم، فيشعرالموظف بالانتماء لشركته مما يزيد من الشعور بالولاء والاكتفاء الوظيفي.
بينما من سلبيات العمل الافتراضي أنه قد يجعل الموظف ينظر لنفسه على أنه كيان وحيد وليس جزء من إطار مما ينمي مشاعر العزله لديه وما لهذه الاخيرة من تداعيات نفسية وتأثيرات على أداءه الوظيفي.
ورغم أن بيئة العمل تغيرت دون سابق انذار ولكن في معظم الأحيان التزامات العمل لم تتغير، فبالإضافة إلى ضغوطات ومخاوف العمل الاعتيادية ظهرت مخاوف جديدة منها ماهو مرتبط بالخوف من الإصابة بالفيروس والخوف من الموت ومنها مايتعلق ببيئة العمل الجديدة التي ولدت الخوف من الاستبعاد، فقدان فرص التقدم، خسارة الوظيفة والشعور بعدم الأمان والاستقرار.
إن العمل من المنزل سيف ذوحدين، من ناحية خفف أعباء المواصلات ووفر بعض المال والمجهود على الأفراد وأعطاهم وقت اضافي لممارسة هوايتهم. بدّد قلق الوصول باكراً إلى العمل وزاد من الشعور بالاستقلالية في ممارسة المهام كما أطلق العنان للإبداع لبعض الأشخاص وزاد من إنتاجيتهم، لكنه من ناحية أخرى فرض تحديات جديدة على الموظفين فصعب على البعض انجاز مهامهم التي تتطلب تقنيات غير متوفرة في المنزل، هذا فضلاً عن العقبات التكنولوجية في بعض البلدان والتواصل غيرالفعال في بعض الأحيان.
كما تداخلت الحياة العائلية والمهنية للكثير من العاملين وخصوصًا المتزوجين منهم إذ صعب الفصل بينهما وزادت الأعباء والتحديات على الأهالي في ظل التعليم عن بعد مع إغلاق المدارس ودور الحضانة.
الآن، ومع عودة العالم تدريجيا للحياة وإعادة فتح مقرات الشركات والمؤسسات لاستقبال موظفيها من جديد؛ تختلط و تتضارب مشاعر الموظفين بين الرغبة والحماس للعودة من جديد إلى العمل وهاجس أو كابوس الخوف من الإصابة، وطبعا تختلف حدة المشاعر بين شخص وآخر تبعا لظروفه الشخصية وطبيعة عمله.
كيف يمكن أن يتعامل أطراف منظومة العمل مع أجواء العودة للعمل من أماكن عملهم؟
في تلك السطور نرصد أبرز النصائح التي نرى أنها يمكن أن تسهم في خلق أجواء أكثر فعالية في أماكن العمل.
الإدارة الناجحة تنشر التوعية وتخلق جو من الطمأنينة
ينبغي على الإدارات والقيادات العليا في أماكن العمل أن تعمل على تطمين الموظفين مع عودتهم عن إجراءات ومعايير السلامة التي اتخذت بالكامل وفقا للمعايير الصحية، حيث سيساعد ذلك على تخفيف القلق والتوتر من العودة الى العمل وسيخلق جو من الراحة والثقة.
فضلاً عن أهمية نشر المزيد من التوعية عن الفيروس وطرق الحماية منه والتحديثات ذات الصلة، وهو مامن شأنه أن يطمئن الموظفين على دقة الإجراءات وأن الشركة أو المؤسسة منتبهة لتطورات الأوضاع بخصوص الفيروس.
الحفاظ على التواصل الداخلي
من أكبر الضغوطات التي يتعرض لها العامل الشعور بالإهمال من قبل مديره، ويمكن تجنب هذا الضغط من خلال تنفيذ آليات تواصل داخلي بين المدراء والموظفين وإطلاعهم على اخر المستجدات حول كيفية إدارة الأزمة وتقديم أجوبة على تساؤلاتهم ومخاوفهم.
تفعيل انشطة الانخراط والتحفيز
تغير الروتين قد يشعر الموظفين بالقلق وعدم الاستقرار ويؤثر بدوره على الإنتاجية والاكتفاء الوظيفي كما أنه قد يؤثر سلباً على معنوياتهم. وهنا يأتي دور مسؤولي إدارة الموارد البشرية للقيام بالإجراءات اللازمة لجذب الموظفين وخلق جو تحفيزي يشجعهم للعودة إلى ذهنية العمل.
توفير المرونة في ساعات ونظام العمل
الموظفون العائدون إلى مكاتبهم هم من أفراد المجتمع وأغلبهم تعرضت حياتهم لتغيرات بسبب فيروس كورونا فيجب على المسؤولين مراعاة ذلك وإظهار المرونة معهم من ناحية ساعات الدوام، فقد يتأخر العامل عن عمله لأنه يعاني من الخوف وليس لأنه مهمل في عمله.
تأمين عدد من الخيارات لتقديم الدعم النفسي المناسب للموظفين
إنشاء مجموعات يعبر من خلالها الموظفين عن مخاوفهم وقلقهم لبعضهم البعض أو لشخص مختص إن وجد في الشركة.
توفير حصص مايندفولنيس (التأمل الديناميكي) عن بعد أو داخل الشركة وذلك بهدف تخفيف ضغوطات وقلق الموظفين.
تطبيق تقنيات الاسترخاء أيضا للتخفيف من القلق والتوتر.
نشر الإيجابية في بيئة العمل
من خلال شغل وقت الموظفين بالعمل وتطوراته وفي نشر مواضيع إيجابية وتجنب الحديث المتواصل عن موضوع كورونا أو أي موضوع سلبي آخر فنساعد بذلك على خلق بيئة عمل إيجابية تؤثر بدورها على إنتاجية وأداء الموظفين .
وضع خطط لإعادة دمج الموظفين
مساعدة الموظفين على استرجاع الثقة وكسر الجليد فيما بينهم للعودة الى العمل سويا من جديد من خلال اشراكهم بنشاطات تنمي روح التعاون بين أعضاء الفريق.
لكن، ماذا عن الموظف؟
في نقاط مباشرة أقول للموظف: التزم بمعايير السلامة لضمان سلامتك وسلامة الآخرين.
تحدث مع المقربين منك عن المشاكل والمخاوف التي تراودك فالتعبيرعن المشاعر يخفف من المعاناة.
ركزعلى النواحي الايجابية في حياتك فمازلت في عملك وبصحة سليمة رغم الأوضاع الاقتصادية والصحية السيئة في العالم.
في حال الشعور بالقلق، الخوف، التوتر أو أي مشاعر سلبية، لا تتردد باستعمال الخدمات المتاحة في الشركة للدعم النفسي
تجنب الاستماع او التحدث مع الزملاء عن مواضيع سلبية.
اندمج في العمل والإبداع بكل طاقتك، وانظر للأمر باعتباره إعادة تشغيل جديدة للحياة، وهي فرصة مثالية لك للترقي وتحقيق المزيد من النجاح والإنجاز.
ضع قائمة بالأشياء التي تمتن لوجودها يومياً، فعندما نكون قادرين على التعبير عن الامتنان للأشخاص وللأشياء، ينفتح عقلنا على جمال الحياة، فالامتنان يجلب المزيد من الخير والإيجابية لتجربتك.
ابحث عن المرونة النفسية في العمل وحاول اكتسابها لانها ستساعدك في مواجهة الضغوطات والتحديات
في حال لم تستطع الاندماج ومعانتك تتفاقم لا تتردد بالاتصال مع المختصين لمساعدتك.