دبي | المرصد | مسبار الامل
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن الإمارات تحتفل اليوم بمرور 50 عاماً على تأسيس الدولة، ثمرة عمل زايد وراشد، طيب الله ثراهما، في بناء الإنسان.
وقال سموه في تغريدة على «تويتر»: «نحتفل بخمسين عاماً من التأسيس عبر وصولنا للمريخ بإذن الله.. نحتفي بثمرة عمل زايد وراشد، طيب الله ثراهم، في بناء الإنسان.. نبدأ الاستعداد للخمسين الجديدة.. نثبت للعالم أن لا شيء مستحيل أمام الإمارات والإماراتيين.. نصل بالعرب لأبعد نقطة في الكون».
كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في رسالة مسجلة لشعب الإمارات، نشرها سموه على «تويتر»: «خلال الساعات القادمة يصل مسبار الأمل لكوكب المريخ، ويكون التحدي الأكبر هو الدخول لمدار المريخ.. 50% من البعثات البشرية التي حاولت قبلنا لم تستطع أن تدخل المدار.. ولكن أقول حتى إن لم ندخل المدار فقد دخلنا التاريخ.. هذه أبعد نقطة في الكون يصلها العرب عبر تاريخهم.. أكثر من خمسة ملايين ساعة عمل لأكثر من 200 مهندس ومهندسة إماراتية.. هدفنا هو إعطاء أمل لجميع العرب بأننا قادرون على منافسة بقية الأمم والشعوب.. نسأل الله التوفيق للوصول إلى كوكب المريخ».
فيما قال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، إن «مسبار الأمل» يشكل نموذجاً عربياً مشرفاً في تمكين الكوادر الشابة في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والفضاء وتعزيز الشراكات الدولية في مجالات البحث والابتكار، ودعم المجتمع العلمي العالمي، ونشر المعرفة من أجل مستقبل الإنسانية.
وتفقّد سموه الاستعدادات الأخيرة للمرحلة الحاسمة من الرحلة التاريخية لمسبار الأمل في الموعد المحدد لدخوله مدار الالتقاط عند الساعة 7:42 مساءً بتوقيت الإمارات، اليوم. واطلع سمو ولي عهد دبي خلال الزيارة، التي رافقه فيها وزير شؤون مجلس الوزراء محمد بن عبدالله القرقاوي، على آخر التحضيرات التي يقوم بها فريق مسبار الأمل في محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، حيث استمع سموه من فريق العمل إلى مختلف السيناريوهات المطروحة لهذه المرحلة من الرحلة التاريخية التي قطع خلالها مسبار الأمل مسافة 493 مليون كيلومتر في الفضاء على مدى الأشهر السبعة الماضية منذ انطلاقه يوم 20 يوليو 2020.
وقال سموه خلال الزيارة: «اطلعت من فريق العمل على آخر الإجراءات والتحضيرات الجارية لوصول أول مهمة فضائية عربية إلى مدار كوكب المريخ، وشهدت جاهزية تامة لدى فريق المسبار لكل السيناريوهات استعداداً لدخوله مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر لبدء مهامه العلمية».
وأضاف سموه: «الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ هو رسالة أمل وطموح وإنجاز لكل شاب وشابة في منطقتنا والعالم بأننا قادرون على تحقيق النجاحات، وكتابة إنجازات جديدة في هذا المشروع الأول من نوعه عربياً بفضل الدعم اللامحدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لهذا المشروع الذي سيجعل لدى نجاحه من الإمارات خامس دولة تصل إلى المريخ».
وأشاد سموه بجهود فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» قائلاً: «أشكر الجميع في فرق عمل مسبار الأمل والتي جسدت منذ انطلاق المشروع عام 2014 مثالاً للعمل الجماعي والإخلاص والتفاني والحرص على الابتكار والتحسين المستمر، وتخطي كل العقبات والصعاب وتحويل التحديات إلى فرص، وشكلت نموذجاً للتعاون مع الشركاء العلميين من مختلف أنحاء العالم لإرساء تعاون علمي عالمي في مجال استكشاف الفضاء وتبادل المعارف والخبرات ونقل المعرفة».
والتقى سمو ولي عهد دبي الفرق المسؤولة عن الشؤون العلمية والهندسية والتشغيلية وعمليات مسبار الأمل خلال جولته، مثنياً على ما حققوه حتى الآن من مراحل نوعية أوصلت المسبار إلى موقعه الحالي، وعززت مكانة دولة الإمارات عالمياً في قطاع استكشاف الفضاء كأول دولة عربية تطلق مهمة فضائية إلى كوكب المريخ فاتحةً آفاقاً جديدة للتعاون العلمي العالمي.
وقد رافق سموه خلال الجولة على محطة التحكم الأرضية بمسبار الأمل في مركز محمد بن راشد للفضاء كلُّ من مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» المهندس عمران شرف، ونائب مدير المشروع لشؤون عمليات المسبار المهندس زكريا الشامسي، ونائب مدير المشروع لشؤون تطوير المسبار المهندس سهيل الظفري.
لأجل العلم
يبدأ مسبار الأمل، حال نجاحه في دخول مدار الالتقاط حول كوكب المريخ في الموعد المحدد اليوم، التحليق في مداره العلمي لبدء مهامه العلمية الهادفة لتوفير بيانات علمية غير مسبوقة ستعادل في حجمه 1000 غيغابايت من المعلومات القيمة عن الغلاف الجوي للكوكب وظروفه الجوية وتغيراته المناخية وطقسه اليومي والفصلي، ليضعها دون مقابل في متناول أكثر من 200 مؤسسة أكاديمية وعلمية وبحثية حول العالم.
احتمالات عدة
استعد فريق المسبار لكل الاحتمالات والسيناريوهات المطروحة، خصوصاً أن نسبة نجاح المركبات الفضائية في دخول مدار المريخ تعادل 50%، وترتبط بالعديد من المعايير والمخاطر المحتملة. وينفذ مسبار الأمل عملية تعد سابقة في مجال تسيير المركبات الفضائية لاستكشاف الفضاء، تتمثل في خفض سرعته الهائلة من 121 ألف كيلومتر/ساعة إلى 18 ألف كيلومتر/ساعة باستخدام الدفع الذاتي العكسي لإبطاء اندفاعه في الفضاء العميق ودخول مدار الالتقاء حول الكوكب الأحمر.