دبي | المرصد | وزارات وهيئات | متابعات
أكد العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، سعيد محمد الطاير، أن الهيئة تعمل وفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لجعل إمارة دبي مركزاً عالمياً للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.
وأضاف لـلزميلة «الإمارات اليوم» أن الهيئة تعمل على زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة، في إطار استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي أطلقها سموه لتوفير 75% من إجمالي القدرة الإنتاجية للطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050، مشيراً إلى أن هدف دبي هو وضع ألواح الطاقة الشمسية على جميع مباني الإمارة بحلول عام 2030.
مجمع الطاقة الشمسية
وقال الطاير إن «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» يعد أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل (IPP)، وستبلغ قدرته الإنتاجية 5000 ميغاواط بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم، لافتاً إلى أن المجمع سيسهم عند اكتماله في خفض أكثر من 6.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
وأوضح أن قدرة مشروعات الطاقة الشمسية الحالية في المجمع تبلغ 1013 ميغاواط بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية، لافتاً إلى أن لدى الهيئة 1850 ميغاواط قيد التنفيذ، بتقنيتي الألواح الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، مع مراحل أخرى مستقبلية للوصول إلى 5000 ميغاواط بحلول عام 2030.
طاقة كهرومائية
وكشف الطاير أن محطة الطاقة الكهرومائية بتقنية الضخ والتخزين التي تنفذها الهيئة في منطقة «حتا» بقدرة 250 ميغاواط، تعد الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي، وتصل سعتها التخزينية إلى 1500 ميغاواط ساعة، وبعمر افتراضي يصل إلى 80 عاماً.
وأوضح أن المحطة تعتمد في إنتاج الكهرباء على الاستفادة من المياه المخزنة في سد «حتا»، وسد آخر علوي يتم إنشاؤه في المنطقة الجبلية.
وتابع: «خارج أوقات ذروة الاستهلاك، تقوم توربينات متطورة، تعتمد على الطاقة الشمسية النظيفة، بضخ المياه من السد السفلي إلى السد العلوي، في حين يتم تشغيل هذه التوربينات لإنتاج الكهرباء، وتزويد شبكة الهيئة عند الحاجة إليها من خلال الاستفادة من قوة اندفاع المياه المنحدرة من السد العلوي إلى السد السفلي، عن طريق قناة مائية يصل طولها إلى 1.2 كيلومتر، بكفاءة عالية في عملية إنتاج وتخزين الكهرباء، مع استجابة فورية للطلب على الطاقة خلال 90 ثانية».
الهيدروجين الأخضر
وحول مشروع «الهيدروجين الأخضر»، قال الطاير إنه الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويجري تنفيذه بالتعاون بين الهيئة ومكتب «إكسبو 2020 دبي» و«شركة سيمنس الألمانية»، وذلك في منشآت الاختبارات الخارجية التابعة لمركز البحوث والتطوير التابع للهيئة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، مبيناً أنه سيتم تخزين الهيدروجين الذي سينتج، ثم استخدامه في إنتاج الطاقة ووسائل النقل.
مبادرة «شمس دبي»
وذكر الطاير أنه، فضلاً عن المشروعات الكبرى التي تنفذها الهيئة لتعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة، فإنها تعمل على إشراك سكان دبي في عملية إنتاج الطاقة النظيفة من خلال مبادرة «شمس دبي» التي تتيح لأصحاب المنازل والمباني تركيب ألواح كهروضوئية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وربطها مع شبكة الكهرباء، لافتاً إلى أن هدف دبي هو وضع ألواح الطاقة الشمسية على جميع مباني الإمارة بحلول عام 2030.
وأكد أن «شمس دبي» حققت نجاحاً كبيراً، في وقت انتهت فيه الهيئة حتى اليوم من ربط أكثر من 6600 نظام بشبكة الكهرباء في دبي، بقدرة إجمالية تصل إلى 259.6 ميغاواط.
الطاقة النظيفة
أكد الطاير أن دولة الإمارات تقود الجهود العالمية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال استراتيجياتها واستثماراتها في هذا المجال.
واوضح أن «استراتيجية الإمارات للطاقة 2050» تستهدف مزيجاً من مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، لضمان تحقيق توازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية، كاشفاً أن الدولة ستستثمر 600 مليار درهم حتى عام 2050، لضمان تلبية الطلب على الطاقة واستدامة النمو في اقتصاد الدولة.
وتعد دبي من المدن الرائدة في تطوير قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة، والسباقة في ابتكار طرق وأساليب حديثة لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، وإيجاد حلول بديلة عن الطاقة التقليدية بما يدعم التنمية المستدامة في الإمارة.
وتهدف «استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى توفير 75% من القدرة الإنتاجية للطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050. ويتطلب تحقيق أهداف الاستراتيجية قدرة إنتاجية تزيد عن 42 ألف ميغاوات من الطاقة النظيفة والمتجددة بحلول عام 2050.
وشدّد الطاير على أن هيئة كهرباء ومياه دبي تحرص على استشراف وصناعة مستقبل الطاقة، من خلال ابتكار نموذج مستقبلي للمؤسسات الخدماتية في إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه. وقال: «لدينا استثمارات بأكثر من 86 مليار درهم على مدى خمسة أعوام لتلبية الطلب المتزايد في الإمارة».
برامج الترشيد
أكد الطاير أن هيئة كهرباء ومياه دبي، تتبنى استراتيجية متكاملة لإشراك جميع أفراد المجتمع في جهود حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية، لافتاً إلى أن برامج الترشيد التي تطلقها على مدار العام تتضمن حزمة من المبادرات والأنشطة التوعوية المبتكرة التي تستهدف جميع قطاعات المستهلكين، بهدف تشجيع أفراد المجتمع على اتباع نمط حياة مستدام في استهلاك الكهرباء والمياه.
وأوضح أن برامج الترشيد حققت نجاحاً كبيراً، في وقت تحرص فيه الهيئة على استدامة هذا النجاح من خلال تعزيز ثقافة ترشيد الاستهلاك لتكون ممارسة يومية، مبيناً أن برامج ومبادرات الترشيد التي أطلقتها الهيئة بين عامي 2009 و2019 من بينها: «جائزة الترشيد»، ومبادرة «بيتنا مثالي»، و«الأسبوع الأخضر»، و«ساعة الأرض»، وحملة «لنجعل هذا الصيف أخضر»، حققت وفراً تراكمياً ضمن الفئات المستهدفة من القطاعات السكنية والتجارية والصناعية، بلغ 2.2 تيراوات ساعة من الكهرباء، و7.8 مليارات جالون من المياه، بما يعادل توفير مليار و300 مليون درهم.
وتابع: «تعادل الوفورات التي تحققت استهلاك نحو 327 ألف شقة من الكهرباء و250 ألف شقة من المياه سنوياً»، مؤكداً أن هذه الوفورات أسهمت في تقليل 1.14 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، بما يكافئ زراعة مليون و300 ألف شجرة، ويعادل استهلاك 134 مليون مصباح من المصابيح الموفرة للطاقة. أما الوفورات في المياه فتعادل ما يكفي ملء 14 ألف مسبح أولمبي بالمياه.