بقلم بيار مكرزل
مع انتشار وباء كورونا على مستوى العالم والمنطقة العربية. اختلطت فيه كل المفاهيم وتبدلت الأولويات وخيم الخوف من انتشاره على المجتمعات والقطاعات، فكان على الحكومات العربية التي عليها حماية الناس وتنفيذ القوانين اخذ المبادرات واعتماد الطرق التي من شانها تسيير أمور الناس ورعاية المجتمع وحماية مصالحه .
ومع التمدد والإنتشار كانت الحاجة الى قرارات حكيمة وفاعلة لاستمرارية المرافق العامة، فأصدرت الحكومات العربية التعاميم ذات الصلة، وضعت ضوابط وطلبت بموجبها تخفيض نسبة حضور الموظفين وبدء العمل عن بُعد .
وبعد فرض إجراءات الوقایة من »كورونا«، كانت الحكومات مطالبة بتحویل استراتیجیاتھا من خطط طویلة الأمد إلى خطط عاجلة، بھدف حمایة المجتمع من مخاطر الفیروس سریع الانتشار وحماية منتسبيها .
امام ھذا الوضع، وانطلاقاً من مبدأ الضرورة، اندفعت المؤسسات الحكومية لتبني حلول غیر اعتیادیة لاستمرار خدماتها، فیما كانت مؤسسات أخرى جاھزة للتعامل مع ھذه المتغیرات، ویمكن تصنیف المؤسسات الحكومية إزاء تعاملھا مع مقتضیات العمل عن بُعد بسبب »كورونا« إلى ۳ أقسام، أولھا مؤسسات المستقبل، وھي المؤسسات التي استشرفت المستقبل وكانت مستعدة للتقلبات العالمیة، وبالتالي استطاعت التكیف مع المتغیرات، واستمرت في تقدیم خدماتھا للمتعاملین، وستكون في موقع الریادة من حیث التنافسیة، فیما تتمثل الفئة الثانیة في المؤسسات التي تدور ببطء، وقد تواجھها تحدیات تؤثر على الإنتاجیة خلال ھذه الفترة، فیما یقع في التصنیف الثالث ما یمكن تسمیتھا بـ »المؤسسات التقليدية«، التي تعمل بأدوات إداریة غیر عصریة، ومن ثم تعرضت خدماتها لكثير من التقلبات.
واليوم وبعد انحسار موجة الوباء واعادة منتسبي الادارة العامة الى عملهم ظهرت الحاجة لتأسيس المنتـدى الاول لقيادات الادارة العامة العربية يحمـل روحيـة منتـدى دافـوس مـن حيـث طـرح الأفـكار والإبتـكارات الحديثــة والتعــرف الــى التحديــات التــي تواجههــا الإدارة العامــة كمقياس ليس فقط لإنجاز وتحقيق المؤشرات المستهدفة، بل قدرة الإدارة العامــة على موائمة الرؤيــة الإســتراتيجية للدولــة والسياسات والتشريعات والتقنيات والبرامج والمشاريع والمبادرات مع الحالات الاستثنائية بشكل متوازي لتكون حاضرة عند الطلب وقادرة على تحقيق الأهــداف ومجاراة التحديات واستشراف خطط وبرامج تواكب الأحداث بطرق مستحدثة وافكار مبتكرة و ذكية
إن منتـدى قيـادات الخدمـة العامـة العربيـة ٢٠٢٠، يجب ان يصمم لمناقشة سبل الإعداد لمنظومة تقنية جديدة للعمل الحكومي لما بعد الأزمة، ويواكب ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي حفظه الله، ان واقع العمل سيتغير.. وطريقة العمل لا بد أن تتغير.. وعالم ما بعد كورونا يحتاج استعدادات مختلفة.. لأنه سيكون مختلفًا .
وعلى منتـدى قيـادات الخدمـة العامـة العربيـة 2020 ان يسعى الـى تشـكيل منصـة متخصصـة للمسـاهمة فـي نقـل المعـارف وتبـادل الأفـكار والتجـارب ومسـاحة لعـرض المبـادرات الحكوميـة الناجحـة ومردودهـا الإيجابـي والمجتمعـي التي انجزته خلال العمل عن بُعد وكيفيـة سـبل تطوير الافكار للحفـاظ علـى الإنجـازات ومواجهـة التحديـات فـي ظل الحالات الاستثنائية
ويناقش سبل الإعداد لمنظومة تقنية جديدة للعمل الحكومي لما بعد الأزمة حيث ان واقع العمل سيتغير.. وطريقة العمل لا بد أن تتغير.. وعالم ما بعد كورونا يحتاج استعدادات مختلفة.. لأنه سيكون مختلفًا .
ان شراكة القطاع الخاص مع القطاع العام اليوم اصبح ضرورة حتمية لتبادل الاراء والخبرات التي اكتسبوها خلال عملهم عن بُعد ( من المنزل ) والبحث في موضوعات ذات اهمية ومنها مفهوم الحكومة التكنولوجية GOVTECH وكيفية توسيعها ودمجها في خدمات الحكومات العربية بعد كارثة كورونا.
– بروتوكول العمل الحكومي عن بُعد – ممارسات و تحديات .
– واقع الإنتاجية وقياسها في ظل العمل عن بُعد ومدى جاهزية الحكومات لتطوير سياسات وتشريعات مرنة للعمل الحكومي ؟
– تعزيز قدرات الصحّة النفسية في بيئة العمل في ظل التخوف القائم والاجراءات المتبعة لمكافحة نقل الفيروس .
– مناقشة أهداف الأمم المتحدة السبعة عشر للتنمية المستدامة ! وهل يجب التوصية بتعديلها بعد جائحة كورونا ؟