بقلم سامي الريامي
الإمارات بلد الفرص، وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها أو نفيها، هي بلد العمل والابتكار والإبداع والإنتاج، لذا فإن طموحنا يجب ألّا نختزله في كيفية توفير فرصة عمل لشاب أو شابة، بل الأولى العمل لتمكين هؤلاء الشباب، وتحويلهم إلى سوق العمل كروّاد أعمال، يبدأون مشروعاتهم الصغيرة، ويكبرون معها شهراً بشهر وسنة بسنة.
الفرص كثيرة، وشبابنا لا تنقصهم الأفكار، هم مبدعون حقاً، ولدى كثير منهم العزم والطموح والشغف، ولكن وبكل صراحة، لم يجدوا إلى اليوم الدعم الحقيقي على الأرض، الذي يمكنهم من مقاومة الضغوط، ويعينهم على شدة المنافسة، لايزالون يعانون كثيراً في تحويل أفكارهم الجميلة إلى مشروعات ناجحة، ولايزالون يعانون مشكلات جمة، أهمها التمويل، وبعض القوانين الصعبة التي لاتزال تُشكل حاجزاً أمامهم يعيقهم عن دخول السوق، أو الاستمرار في مشروعاتهم القائمة.
هناك كثير من المؤسسات، وكثير من الجهات، التي يفترض أن سبب إنشائها هو دعم الشباب، وتمكينهم من إنشاء مشروعات خاصة بهم، ومن ثم مساعدتهم في الاستمرارية، لكن للأسف، ووفقاً لشهادات كثير من هؤلاء الشباب الذين دخلوا إلى السوق، وحاولوا جاهدين الاستمرار فيه، فإنه عملياً وواقعياً وميدانياً فإن الدعم الحقيقي.. مفقود.. مفقود!
أمر محير للغاية، نسمع عن مئات، بل آلاف النماذج الناجحة، جاؤوا إلى الإمارات عمالاً بسطاء لا يملكون شيئاً، وبدأوا بائعين وموظفي تسويق، وموظفين صغاراً، ووسطاء، واليوم هم «مليارديرية» بكل ما تعنيه الكلمة، وهناك آلاف غيرهم، أصبحوا يتاجرون بملايين الدراهم شهرياً، بعد أن كانوا مجرد عمال في مهن بسيطة بالسوق، وليس السؤال هنا كيف فعلوا ذلك؟ بقدر ما يعني هذا أن سوق الإمارات وفي مختلف مجالاته فيه خير كثير، وفيه فرص غير محدودة، وبإمكانه استيعاب أعداد كبيرة من شباب الإمارات ليكونوا روّاد أعمال في عالم التجارة والمال والأعمال.
الكرة ليست في ملعب الشباب، هم جاهزون بأفكارهم وطموحهم، بل المسؤولية الآن تقع على عاتق الجهات التي أنشأتها الحكومة لدعم وتمويل وتأهيل هؤلاء الشباب، عليها أن تبدأ العمل، فقد سئم الجميع التصريحات والاجتماعات والكلام المرسل، نريد أن نرى مبادرات واقعية، وليس «برزينتيشنات» على شاشات لا تصل إلى الميدان، ونريد أن نرى قرارات وقوانين داعمة تعين شباب الإمارات، وتمكنهم بشكل ملموس من دخول سوق العمل، والاستمرار فيه، فهل هذا أمر يصعب تنفيذه؟!