أبوظبي: المرصد، متابعات
أطلقت جامعة الشارقة وصندوق الوطن مشروعا مبتكرا لتطوير دواء مضاد للفيروسات ثنائي الفاعلية بهدف التصدي لجائحة كورونا وذلك في ضوء الاتفاقيات التي تم توقيعها بين الجانبين اليوم.
وتهدف الاتفاقيات إلى التعاون المشترك بين جامعة الشارقة وصندوق الوطن في دعم البحوث العلمية الفائزة في إطار برنامج صندوق الوطن للأبحاث التطبيقية والتطوير والتي فازت بها جامعة الشارقة من خلال مشروعين لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد COVID-19 ومن ضمنهما مشروع يعنى بعملية تطوير هذا الدواء.
وقع الاتفاقية أحمد محمود فكري المدير العام بالإنابة لصندوق الوطن والأستاذ الدكتور معمر بالطيب نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا بحضور الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة والباحثين المشرفين على المشروعين.
ويهدف المشروع بقيادة الدكتور سامح سليمان مع المشاركين الدكتور أحمد المهدي والدكتورة رانيا حمدي والدكتور محمد حيدر من جامعة الشارقة إلى تصميم دواء مضاد للفيروسات ثنائي الفاعلية ضدSARS-COV2 /COVID19 من خلال الجمع بين مركبين رئيسيين مما يؤدي إلى منع واعتراض الإنزيمات الرئيسية اللازمة للعدوى الفيروسية حيث سيتم صياغة المركبات المطورة في صيغة صيدلانية خاصة لاستبعاد وجود الفيروس وانتقاله كما سيوفر الدواء المقترح آلية ممتازة للتغلب على أي مقاومة محتملة للأدوية أو تفشي محتمل لفيروس متطور في المستقبل.
وقال أحمد محمود فكري كمبادرة وطنية تدعم المشاريع البحثية العلمية لحقبة ما بعد النفط وجدنا أن تفشي فيروس كورونا “كوفيد-19” جعل الأمر أكثر إلحاحا لدعم المشاريع المبتكرة التي تهدف لمساندة الجهود الوطنية في التصدي لانتشار الفيروس.
وأضاف أن صندوق الوطن ركز على أبحاث “كوفيد-19” في الدورة الأخيرة لبرنامج الأبحاث التطبيقية والتطوير واستقطبت الأبحاث التي تدعم الجهود الاحترازية وتضيف إلى الأبحاث العالمية التي تتطلع إلى دراسة الفيروس المنتشر والقضاء عليه ونثق تماما في الجهود المبذولة من قبل جامعة الشارقة وباحثوها في سعيهم لتطوير دواء مبتكر مضاد للفيروسات ضد “كوفيد-19.
وأعرب عن فخره برؤية الباحثين الإماراتيين المشاركين في هذه المشاريع المبتكرة ضمن طليعة الباحثين الذين يسعون لمكافحة “كوفيد-19.
من جانبه أكد الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة أن الجامعة تعد من كبرى الجامعات في دولة الإمارات ولديها بنية تحتية قوية تخدم البحوث العلمية الرصينة في العديد من المجالات وتوفر برامج أكاديمية متعددة التخصصات وبرامج في الدراسات العليا تواكب التطورات التكنولوجية في المجتمع كما تضم مراكز ومعاهد بحثية تلعب دوراً كبيراً في صقل الخبرات العلمية من خلال المجموعات البحثية التي يتعاون من خلالها الطلبة والأساتذة لفتح آفاق مشتركة في العديد من المجالات العلمية التي تخدم المجتمع فضلاً عن إتفاقيات التعاون المشتركة والشهادات المزدوجة التي تمنح من الجامعة بالتعاون مع الجامعات العالمية مثل جامعة لوبيك الألمانية مما يؤدي إلى إثراء خبرات الباحثين من الأساتذة والطلبة.
من جهته عبر الدكتور معمر بالطيب عن سعادته بحصول الجامعة على منحتين مهمتين من صندوق الوطن لدعم الأبحاث المتعلقة بالاكتشافات الجديدة لـ COVID-19 مؤكداً أن هذه الاتفاقيات تمهد الطريق للمزيد من التعاون البحثي في المستقبل القريب وسينتج عنها العديد من الأبحاث المهمة ذات التأثير الإيجابي على مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشار إلى أن جامعة الشارقة تجري أبحاثا متقدمة ومستدامة في العلوم الصحية والطبية والعلوم والهندسة والعلوم الإنسانية والاجتماعية التي تعزز الإبداع والابتكار في البحث والمنح الدراسية بالتعاون مع العديد من المؤسسات والجهات المحلية والعالمية.
وتأتي هذه الاتفاقيات في ضوء الإعلان عن المشاريع الفائزة بدعم من برنامج ” الأبحاث التطبيقية والتطوير” والتي سعت لمساندة المشاريع والأبحاث العلمية التي تدعم الجهود الوطنية في التصدي لفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” والتي تشكل إضافة نوعية للأبحاث العالمية لإدارة هذه الجائحة ولتعزيز تدابير السيطرة عليها في المستقبل.
ويسعى برنامج صندوق الوطن للأبحاث التطبيقية والتطوير إلى تقديم الدعم للجامعات والمؤسسات البحثية غير الربحية للحصول على تمويل لأبحاثهم في المياه والصحة وعلم الجينوم و الدفاع والطيران والثورة الصناعية الرابعة.
وفي الدورة الأخيرة من البرنامج أطلق صندوق الوطن دعوة لتقديم مشاريع بحثية تهدف لمساندة الجهود العالمية في مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” وتم استلام العديد من المقترحات البحثية من مختلف الجامعات في دولة الإمارات وخضع الباحثون لعملية تقييم صارمة بهدف اختيار أفضل المشاريع التي يمكن أن تخدم قطاع الرعاية الصحية والمجتمع.
وضمت قائمة المشاريع التي تم تقديم منح لها في هذه الدورة 3 مشاريع بحثية ومن ضمنها مشروع من جامعة الشارقة يركز فيها الباحثون على تطوير دواء مضاد للفيروسات بينما سيركز المشروعان الآخران واللذان تم منحهما لجامعة الشارقة وجامعة نيويورك-أبوظبي على تطوير طرق جديدة لاكتشاف فيروس /كوفيد-19/ بطريقة سريعة وبسيطة وأقل تكلفة ويمكن استخدام طرق الكشف الجديدة في المنزل و محطات الفحص الجماعي السريع في المطارات أو مراكز التسوق أو المعاهد التعليمية أو غيرها من الأماكن المماثلة وكما يمكن تعديل طرق الكشف لاختبار وكشف فيروسات أخرى محتملة مستقبلاً.
وتعمل جامعة الشارقة على تعزيز ثقافة البحث العلمي وتوفر بيئة تعليمية متنوعة في مختلف المجالات التكنولوجية مما يؤدي إلى اكتشاف المعرفة ونشرها حيث تجري الجامعة أبحاثاً في جميع المجالات بالتعاون مع العديد من المؤسسات والجهات المحلية والعالمية كما تقوم بتقديم الحلول للمشاكل التي تواجه المجتمع وذلك من خلال توفير الاحتياجات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمجتمع وتدعم المشاريع التي تعمل على تحسين المعرفة العلمية والقدرات التقنية لدولة الإمارات العربية المتحدة والعالم.