دبي | المرصد | فعاليات
ينظم نادي دبي للصحافة «منتدى الإعلام الإماراتي» في دورته السادسة، في الخامس من الشهر الجاري، في مقر النادي في «وان سنترال» – المركز التجاري العالمي، بمشاركة وحضور قيادات الإعلام الإماراتي ورؤساء تحرير الصحف المحلية وكبار الكُتَّاب ورموز العمل الإعلامي في الدولة، وجمع من الأكاديميين والمعنيين بالقطاع.
ويواكب المنتدى هذا العام – من خلال أربع جلسات رئيسة – موضوعات على قدر كبير من الأهمية لاتصالها بمستقبل قطاع الإعلام في الدولة، وفي مقدمتها استراتيجية الإعلام الإماراتي أثناء الأزمات، والدور المؤثر المطلوب من رواد الإعلام الجديد. كما يضع المنتدى هذا العام تجربة «الإعلام الإماراتي» وتعامله مع الأزمة العالمية المتعلقة بفيروس كورونا المستجد على طاولة النقاش والتحليل، لبحث قدرة إعلامنا المحلي على التعامل مع التحديات بمهنية وإيصال المعلومات الصحيحة والموثوقة إلى الجمهور باحترافية ومهنية عالية، إضافة إلى تجربة الصحافة الإماراتية التي توقفت عن الصدور في نسختها الورقية خلال الجائحة، وما أسفرت عنه هذه الحالة الاستثنائية من فرص والدروس المستفادة ذات الصلة.
وأكدت رئيسة نادي دبي للصحافة، منى غانم المرِّي، أن «المنتدى يمثل في كل عام فرصة للتوقف عند ما حققه إعلامنا المحلي من تطور خلال الفترة السابقة، وتقييم مدى مواكبة هذا التطور مع مؤشرات المستقبل التي توجب علينا الاستعداد لها بصورة كاملة»، لافتة إلى أن «رؤية الإمارات تهدف في الوقت الراهن إلى ترسيخ جاذبيتها قِبلَةً لأصحاب العقول النابهة والأفكار المبدعة، ما يتطلب من مؤسساتنا الإعلامية مزيداً من التركيز، لاستقطاب الكفاءات وتعزيز دورها، وصقل مهاراتها ومن ثم إطلاق طاقاتها، وتوجيهها نحو المستقبل لتكون قوة فاعلة ذات حضور إيجابي في صناعة إعلام إماراتي منافس ومؤثر».
وأضافت أن «طموح الإمارات ورؤيتها للمستقبل يحمّلان الإعلام الإماراتي مسؤولية مضاعفة، إذ بات مُطالباً اليوم أكثر من أي وقت مضى بتقديم أفكار جديدة وطرح تصورات مبتكرة لبلوغ الأهداف المنشودة بسرعة أكبر وإنجازات أضخم ورسالة إيجابية أعمق تأثيراً وأكثر إقناعاً»، مؤكدة أن «المنتدى هذا العام يحمل أهمية خاصة، كونه ينعقد في عام الخمسين، وما يعنيه ذلك من ضرورة استعداد إعلام الإمارات للمرحلة المقبلة بتطوير خطة متكاملة تواكب مسيرة التطوير والتنمية خلال العقود الخمسة المقبلة، وما يستدعيه ذلك من تضافر جهود المعنين بهذا القطاع الحيوي، سواء كانت مؤسسات حكومية أو شبه حكومية أو خاصة. وبما يضمن تكامل الرؤية واكتمال عناصر التوجه الاستراتيجي لمسيرة إعلامية تدعم مواصلة دولة الإمارات تميزها في مختلف القطاعات».
وتابعت: «هناك العديد من الفجوات الإعلامية التي يجب أن نواجهها بثقة لننجح في بناء نموذج إعلامي إماراتي مقنع وقادر على بلوغ مستوى الإنجازات الكبيرة التي تحققها الدولة في مختلف المجالات، وسنحاول من خلال المنتدى تقديم رصد دقيق لما يمكن القيام به حيال تلك الفجوات، لمعالجتها، وتجاوزها، لاستكمال مسيرة التميز الإعلامي، وتنقيتها من أية شوائب قد تعرقل أو تؤخر الوصول إلى الأهداف المرجوة لقطاع الإعلام في دولتنا، ليبقى دائماً نموذجاً ملهماً للإعلام البناء الملامس لحياة الناس، والملبي لتطلعاتهم، والمساند لما يعنيهم من موضوعات مهمة على مختلف الأصعدة».
بدورها، قالت مديرة نادي دبي للصحافة، ميثاء بوحميد، إن «المنتدى سيقدم في دورته السادسة مساحة نموذجية لطرح تحليل موضوعي لواقع الإعلام المحلي بكل ما يحمله من فرص وتحديات»، لافتة إلى أن «أجندة المنتدى هذا العام ستجيب عبر جلساته التي ستعقد خلال يوم واحد، عن العديد من التساؤلات حول النموذج الذي يجب أن يكون عليه الإعلام الإماراتي في المرحلة المقبلة، والأدوات والعناصر التي يجب الاهتمام بها لتعزيز قدراته والوصول برسالته إلى العالمية».
وأضافت بوحميد: «سنستمع خلال المنتدى إلى آراء نخبة من صناع القرار والمسؤولين عن رسم ملامح مسيرة الإعلام الإماراتي خلال المرحلة المقبلة، وهم القائمون على القطاع في مختلف مؤسساته، عبر طرح يتناول المتغيرات المستقبلية وسبل تطوير الحلول الاستباقية للتحديات الإعلامية، إلى جانب الخطوات التي ينبغي اتخاذها بهدف زيادة مساحة التأثير الإيجابي للإعلام المحلي لا سيما على المستوى الدولي».
وأشارت إلى حرص النادي سنوياً على استضافة رموز وقيادات العمل الإعلامي في الدولة، ونخبة المثقفين والأكاديميين، إلى جانب العاملين والمهتمين بالإعلام المحلي، «للتعرف إلى وجهات نظرهم في مختلف الموضوعات المتعلقة بالمشهد الإعلامي»، لافتة إلى أن النادي قلص عدد الحضور والمشاركين في المنتدى هذا العام نظراً للظرف الاستثنائي الذي يمرّ به العالم بسبب تداعيات جائحة «كوفيد-19».
رؤى وتساؤلات
يفتح منتدى الإعلام الإماراتي الباب أمام عشرات الأسئلة حول جملة من الموضوعات الحية، وفي مقدمتها: ما مدى إمكانية الدفع بأن الإعلام الإماراتي يُشكل جزءاً من التأثير الكبير الذي تتمتع به دولة الإمارات عالمياً، مع نجاحها في منافسة العديد من الدول الكبرى في العديد من المجالات؟ وهل كان الوباء سبباً في تسريع وتيرة الابتكار الإعلامي؟ هل تشهد الصحافة الإماراتية أنماطاً جديدة من الأخبار والتواصل مع القراء، من بعد المتغيرات التي فرضتها أزمة فيروس كورونا على قطاع الإعلام؟ هل شكلت أزمة «كوفيد-19» عملية تصحيح للمفاهيم الإعلامية في الدولة؟ وبعد خوض هذه الأزمة، ما الدور المطلوب من الإعلام الإماراتي، وما المهمة الأولى لأهل المهنة؟ وإلى أي مدى أسهمت البنية التحتية الرقمية المتطورة التي تمتلكها الصحف الإماراتية في تمكينها من مواصلة دورها إبان أزمة «كوفيد-19» وخلال فترات برنامج التعقيم الوطني؟ وهل الصحافة الإماراتية جاهزة للتخلي عن النسخ الورقية والاكتفاء بالصحف الإلكترونية فقط؟
ومن بين التساؤلات التي سيطرحها المنتدى أيضاً.. مدى ضرورة أن تكون هناك جهة مسؤولة عن تقييم مستوى إدارة الإعلام الإماراتي للأزمة؟ وهل هناك استراتيجية إعلامية يتم تفعيلها أثناء الأزمات؟ وما الذي نريده من مؤثري منصات التواصل الاجتماعي؟ وهل الإعلام الإماراتي قادر على إنتاج محتوى عربي تنافسي نخاطب به العالم؟ وهل يملك إعلامنا الأدوات والخطاب الذي يؤهله للتأثير في اتجاهات الرأي العام الدولي إزاء بعض القضايا الرئيسة؟