دبي، المرصد، تكنولوجيا
شهد عدد قليل من الشركات ارتفاعاً هائلاً في عام 2020 مثل «زووم» Zoom، شركة مؤتمرات الفيديو التي أصبحت عنصراً أساسياً لبقاء الناس على اتصال أثناء العيش والعمل في ظل جائحة عالمية ألزمت أغلبية البشر بيوتهم.
تم تصميم «زووم» في الأصل كأداة للمؤسسات، وأصبح هذا العام منصة انتقال ليس فقط لاجتماعات العمل، ولكن أيضاً للتعليم في الفصول الدراسية، وساعات التخفيضات، وأعياد الميلاد، وجلسات التمرين وحفلات الزفاف. وبالنسبة لمؤسس «زووم» والرئيس التنفيذي إيريك يوان، فإن هذا الطلب المرتفع يعني تسجيل ساعات أطول لتلبية احتياجات المستهلك. وقال في مقابلة مع بيزنس إنسايدر، إن لديه أيضاً المزيد من الاجتماعات (ما يصل إلى 19 في يوم واحد)، لكنه قال إنه يبذل جهداً للعثور على الجانب المشرق من وجود جدول زمني أكثر تطلباً.
وقال: «أستمتع بذلك لأنني أتحمل المزيد من المسؤولية؛ لأننا نساعد الناس على البقاء على اتصال أثناء أزمة الوباء».
على الرغم من الساعات الطويلة، فإنه لا يزال يحتفظ ببعض الطقوس اليومية، فيقول عندما يستيقظ: «أفكر دائماً: مهلاً، ما الذي يمكنني فعله بشكل مختلف اليوم؟».
ثم في المساء لديه أيضاً 15 دقيقة للتأمل والتفكير، وفيها يسأل عما «إذا كان بإمكاني البدء من جديد اليوم، فما الذي سأفعله بشكل مختلف؟»
ويقول يوان إن لحظات التفكير هذه حاسمة بالنسبة للتركيز على كيفية أن تصبح باستمرار قائداً أفضل، وبناء منتج أفضل. ويبدأ لكي يحافظ على مهمة الشركة المتمثلة في «تقديم السعادة» في التأكد من أن موظفيه سعداء وفخورون بالعمل الذي يقومون به.
ومع ذلك، فإن جلب موظفين جدد والحفاظ على ثقافة الشركة خلال فترة النمو الهائل أمر يُبقيه مستيقظاً في الليل. وقد بدأت «زووم» العام مع حوالي 2400 موظف، وتوسعت إلى ما يقرب من 3400 اليوم.
تفاعل اجتماعي
وقال يوان عن تعيين موظفين جدد: «مع عدم وجود تفاعل اجتماعي، فإنه يمثل تحدياً كبيراً.. لهذا السبب نتحدث كل يوم عن كيفية التأكد من أن موظفينا المعينين حديثاً يشاركون بشكل كامل مع الموظفين الحاليين، وكيفية التأكد من أنه عندما تكون لدينا مكالمات زووم، يمكننا محاولة التعرف إلى هؤلاء الموظفين الجدد والتحدث أيضاً عن ثقافة الشركة والقيم».
وأحد الأشياء الرئيسية التي يبحث عنها في التوظيف أو الترقية، هو قدرة الشخص على النمو في هذا المنصب، وهو ما قال إنه يتطلب التفكير باستمرار في الطرق التي يمكنهم من خلالها التحسين، ويقول يوان: «في زووم، فلسفتنا التي نتحدث عنها دائماً، هي أنه بالنسبة لكل موظف، بمن فيهم أنا، الهدف الأول هو: ما الذي يمكننا فعله بشكل مختلف لنصبح نسخة أفضل من أنفسنا؟»
ويضيف يوان أن الأمر نفسه ينطبق على كيفية قيام الموظفين بإجراء تحسينات على خدمات الفيديو في «زووم». وقال إن هذه النظرة هي مفتاح نجاح «زووم» لتجاوز ما يقدمه مقدمو خدمات الفيديو الآخرين لدعم المستخدمين.
ويقول في هذا الصدد: «حاولنا حقاً أن نفهم، ما الفرق؟ ما هي الأفكار من منظور المستخدم النهائي: ما رأيك في خدمتنا؟ ما الذي يمكننا فعله بشكل مختلف؟»
وتقول «زووم» إنها تشهد هذه الأيام بانتظام 300 مليون مشارك في الاجتماعات حول العالم يومياً، مقارنة بحوالي 10 ملايين مستخدم يومياً قبل عام.
ومع مجموعات جديدة من العملاء وحالات الاستخدام، يقول يوان، إن الشركة كان عليها أن تتعلم الاحتياجات الفريدة للمستخدمين العاديين بدلاً من كيفية استخدام الشركة للمنصة. على سبيل المثال، لدى الشركات عموماً، فرق تقنية معلومات للمؤسسات تعمل على تعزيز خصوصية المستخدم وأمانه. لا يمتلك المستهلكون العامون هذه الموارد، مما يعني أنه يجب على «زووم» توفيرها.
مخاوف الخصوصية
ومع تضخم قاعدة مستخدمي «زووم» خلال الأيام الأولى للوباء، كان على الشركة معالجة مخاوف الخصوصية وزيادة التدابير الأمنية، بسبب زيادة الاختراقات التي أصبحت تُعرف باسم «زووم بومبينج».
ويقول يوان بالنسبة للعمل على معالجة هذه القضايا: «نحن نتعلم بسرعة؛ لهذا السبب كان علينا تغيير ممارساتنا وعملياتنا الداخلية لاحتضان حالات الاستخدام الجديدة والمستهلكين الجدد».
ووفقاً لتقرير أرباحها الأخير، بلغ إجمالي إيرادات «زووم» للربع الثالث 777.2 مليون دولار، بزيادة 367% على أساس سنوي، وتبلغ حصة يوان في الشركة عند 17.9 مليار دولار، بحسب «فوربس».
وعلى الرغم من النجاح الهائل الذي شهده هذا العام، يؤكد يوان أن نظرته العامة للقيادة لا تزال كما هي: «بالنسبة لي بصفتي الرئيس التنفيذي في زووم، فإن أولويتي الأولى هي التفكير في كيفية التأكد من أن كل موظف سعيد. معاً نجعل عملاءنا سعداء. كل يوم أفكر في ذلك. أعتقد أن شيئاً لم يتغير».