الامارات | المرصد | متابعات
التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة معاً، اليوم، حيث ناقش سموهما جملة من القضايا الوطنية والاستراتيجية. كما اطلع سموهما على آخر استعدادات فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ تمهيداً لوصول مسبار الأمل إلى مدار الكوكب الأحمر خلال الأيام المقبلة، حيث قدمت معالي سارة الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، شرحاً مفصلاً لرحلة مسبار الأمل إلى المريخ خلال مراحله الأخيرة، إيذاناً بدخوله مدار الكوكب الأحمر في التاسع من فبراير 2021، لتكون الإمارات بهذا الإنجاز الدولة الخامسة التي تنجح في إطلاق مهمات مريخية، وثالث دولة تصل إلى مدار المريخ بنجاح من المحاولة الأولى، علماً الإمارات والولايات المتحدة والصين تقود ثلاث بعثات استكشافية للكوكب الأحمر خلال شهر فبراير الجاري.
ومع بدء العد التنازلي لوصول “مسبار الأمل” المريخ، دعا صاحبا السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، شعب الإمارات وشعوب الوطن العربي المشاركة في هذه اللحظة التاريخية، والاحتفال بها كأول إنجاز في تاريخ الأمة العربية، يسهم في وضع العالم العربي على خريطة التميز المعرفي ويسهم في تعزيز قطاع الصناعات الفضائية في المنطقة.
وحضر اللقاء كل من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: “9 أيام تفصلنا عن دخول المريخ ودخول التاريخ”، مؤكداً سموه بالقول: “الإمارات قادت العرب نحو أبعد نقطة كونية وصلها أي عربي عبر التاريخ.. ورسالتنا رسالة أمل وثقة للشباب العربي”.
وأضاف سموه: “نسبة نجاح دخول مسبار الأمل مدار المريخ 50%.. ولكننا نعتبر حققنا 90% من أهدافنا من هذا المشروع التاريخي”.
من جانبه، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بهذه المناسبة: “إن مهمة استكشاف المريخ ترجمة لإرادة التقدم التي تميز بلادنا، وهي تجسيد لريادتنا عربياً وإسلامياً، ومن خلال هذه الرحلة نستكشف آفاقا جديدة نحو الأفضل”.
وأضاف سموه بأن “وصول دولة الإمارات إلى المريخ يؤكد أن رهان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه ” ورهاننا على الاستثمار في الانسان كان ناجحاً، وأن شبابنا قادر على خوض غمار المنافسة في كل المجالات من الأرض الى الفضاء”.
وأكد سموه بالقول: “نفخر بأبناء الإمارات وبأننا نضع من خلال مسبار الأمل بصمة تاريخية في خدمة البشرية”.
ويتوقع أن يدخل مسبار الأمل الإماراتي مدار المريخ في التاسع من فبراير، بعد رحلة استغرقت سبعة شهور قطع خلالها 493 مليون كيلومتر، بمتوسط سرعة يُقدر بـ 121 ألف كيلومتر في الساعة. وتعد مرحلة دخول المسبار مدار الكوكب الأحمر الأهم والأخطر في رحلة المسبار، إذ تصل نسبة النجاح فيها 50%.
وتستهدف المهمة العلمية لمسبار الأمل الإماراتي توفير بيانات علمية لم توفرها المهمات المريخية السابقة، حيث سيوفر المسبار صورةً هي الأشمل من نوعها للظروف الجوية والتغيرات المناخية على الكوكب الأحمر ومراقبة الطقس على مدار اليوم وبين فصول السنة المريخية الممتدة إلى 687 يوماً بحسابات كوكب الأرض.
رحلة مسبار الأمل
منذ انطلاقه في 20 يوليو 2020 من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان على متن الصاروخ “إتش 2 إيه”، أتم “مسبار الأمل”، ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، مرحلتين من مراحل مهمته المريخية الستة، هما: مرحلة الإطلاق، ومرحلة العمليات المبكرة، وهو الآن على وشك إتمام المرحلة الثالثة وهي “الملاحة في الفضاء” التي استغرقت أطول مدة زمنية في الرحلة، وجرت فيها بنجاح ثلاث مناورات دقيقة لتوجيه المسبار، ليكون في المسار الأكثر دقة للوصول إلى وجهته، قبل أن تبدأ في التاسع من فبراير 2021 المرحلة الرابعة والأكثر صعوبة ودقة وخطورة، وهي مرحلة الدخول إلى مدار المريخ، ويعقبها مرحلتان هما: الانتقال إلى المدار العلمي وأخيراً المرحلة العلمية، حيث يبدأ المسبار مهمته الاستكشافية المرصود لها والخاصة برصد وتحليل مناخ الكوكب الأحمر.
وكانت رحلة “مسبار الأمل” فعلياً قد بدأت كفكرة قبل سبع سنوات، من خلال خلوة وزارية استثنائية دعا لها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في صير بني ياس في أواخر العام 2013، حيث قاد سموه عصفاً فكرياً مع أعضاء المجلس استعرض فيه جملة أفكار استعداداً للاحتفال باليوبيل الذهبي لقيام الاتحاد في العام 2021، وقد تبنت الخلوة يومها فكرة إرسال مهمة لاستكشاف المريخ، كمشروع جريء.
وعلى الإثر، أصدر صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، في العام 2014 مرسوماً بتأسيس وكالة الإمارات للفضاء، لبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ، أُطلق عليه اسم “مسبار الأمل”، بحيث يتولى مركز محمد بن راشد للفضاء التنفيذ والإشراف على مراحل تصميم المسبار وتنفيذه، بينما تمول الوكالة المشروع وتشرف على الإجراءات اللازمة لتنفيذه.
وقد شكل هذا الإعلان التاريخي منعطفاً تنموياً في مسيرة الإمارات، عبر دخولها قطاع تكنولوجيا الفضاء، وجعله رافعة أساسية في اقتصادها الوطني، بموازاة العمل على بناء رأسمال إماراتي بشري في مجال علوم الفضاء، وتخصيص الموارد اللازمة للاستثمار في هذا المجال.
من الحلم إلى مبادرة وطنية
وفور تلقي مركز محمد بن راشد للفضاء التكليف ببدء تنفيذ المشروع، انطلقت رحلة تحويل الحلم والفكرة إلى واقع ملموس، وتشكلت فرق العمل من كوادر وطنية شابة، من مهندسين وباحثين وعلماء وتقنيين، حرصوا على إنجاز هذه المهمة الوطنية التاريخية خلال المدة الزمنية التي تم تحديدها، وهي 6 سنوات، حتى يتزامن وصول المسبار مع احتفالات الدولة بيومها الوطني الخمسين، في حين أن مهمة فضائية بهذا الحجم يستغرق في العادة تنفيذها ما بين 10 إلى 12 عاماً، الأمر الذي شكل تحدياً كبيراً لفريق العمل، حوّلوه بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة إلى حافز إضافي دفعهم لبذل جهود مضاعفة.
ومنذ اليوم الأول للمشروع كان توجيه القيادة واضحاً، وهو أن يتم تصنيع المسبار وعدم شرائه جاهزاً، وكان هذا تحدياً جديداً، تحول إلى فرصة لإلهام جيل من العلماء والباحثين في مجال العلوم والتكنولوجيا لإحداث نقلة نوعية أو المساهمة في بناء اقتصاد مبني على المعرفة، وبناء قدرات الكوادر الوطنية العاملة في المشروع عبر تدريب وإعداد علماء إماراتيين للإسهام في مجال استكشاف الفضاء، بالتعاون مع الشركاء العلميين الدوليين للمشروع، بالإضافة إلى تدريب وإعداد مهندسين إماراتيين لتطوير أنظمة الفضاء، بما يؤدي إلى تجهيز البنية التحتية اللازمة لبرنامج مستدام في دولة الإمارات لاستكشاف الفضاء الخارجي، وذلك عبر بناء شراكات مع جهات دولية مختصة في مجال استكشاف الفضاء، بالإضافة إلى إنشاء وتحسين وتطوير البرامج العلمية والهندسية في القطاع العلمي والأكاديمي.
وقد عمل فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في مركز محمد بن راشد للفضاء على تصميم المسبار وبنائه وتطويره وإجراء الاختبارات اللازمة لأجهزته وأنظمته الفرعية مع شركاء نقل المعرفة العالميين، وتم بالفعل إنجازه وتجهيزه لمرحلة الاختبارات النهائية قبل الإطلاق في فبراير 2020، وتزامن ذلك مع قيام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بحضور عملية تركيب القطعة الأخيرة من المسبار، والتي تشكل الجزء الخارجي الأخير منه وتحمل أسماء أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حُكّام الإمارات، وتواقيع سموهم، وتواقيع سمو أولياء العهود، كما تحمل عبارة “قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء”، بالإضافة إلى علم دولة الإمارات وشعارها “لا شيء مستحيل”.
تحدي الوباء العالمي
وعقب تخطي فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ الأمل تحدي بناء مسبار الأمل بكفاءة في وقت قياسي، ظهر تحدٍّ جديد تمثل هذه المرة في كيفية نقل المسبار إلى محطة الإطلاق في اليابان في ظل تفشي وباء فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” عالمياً، وهو ما ترتب عليه إغلاق المطارات والموانئ حول العالم، ووضع قيود صارمة على التنقل بين الدول، الأمر الذي استلزم وضع خطط بديلة لنقل المسبار في ضوء هذا التحدي المستجد، كي يكون جاهزاً للإطلاق في التوقيت المحدد سلفاً في منتصف يوليو 2020، وقد نجح فريق المسبار في نقله إلى محطة تانيغاشيما اليابانية في رحلة استغرقت أكثر من 83 ساعة براً وجواً وبحراً، روعي خلالها اتخاذ تدابير احترازية وإجراءات لوجستية محكمة، لضمان إيصاله إلى وجهته النهائية قبل الإطلاق في وضعية مثالية.
الإطلاق الناجح
وجاءت اللحظة الحاسمة التي ظل فريق العمل يترقبها بفارغ الصبر طوال 6 سنوات من العمل الدؤوب، وهي لحظة الإطلاق التي تحدد لها الساعة الأولى من صباح يوم 15 يوليو 2020 بتوقيت الإمارات، ولكن تبين أن الظروف الجوية غير ملائمة لإطلاق الصاروخ الذي سيحمل المسبار، لتتم إعادة جدولة الموعد ضمن “نافذة الإطلاق” الممتدة من 15 يوليو وحتى 3 أغسطس، علماً بأن عدم نجاح الفريق في إنجاز عملية الإطلاق خلال تلك الفترة كان يعني تأجيل المهمة بأكملها لمدة عامين. وبعد دراسات الأحوال الجوية بالتعاون مع الجانب الياباني قرر الفريق إطلاق “مسبار الأمل” يوم العشرين من يوليو عند الساعة 01:58 صباح بتوقيت الإمارات.
ولأول مرة في تاريخ المهام الفضائية لاستكشاف الفضاء يتردد العد التنازلي باللغة العربية، إيذاناً بإطلاق مسبار الأمل، حيث حبس الملايين من الدولة والمنطقة والعالم أنفاسهم انتظاراً للحظة الحاسمة لصعود الصاروخ مخترقاً الغلاف الجوي للأرض بسرعة 34 ألف كيلومتر في الساعة حاملاً معه مسبار الأمل، وما هي إلا دقائق حتى تأكد نجاح عملية الإطلاق، ثم انفصال المسبار عن صاروخ الإطلاق بنجاح، ولاحقاً استلام أول إشارة من المسبار. كما تلقى المسبار أول أمر من محطة التحكم الأرضية بالخوانيج في دبي، وقام المسبار بشكل ذاتي بفتح الألواح الشمسية وتشغيل أنظمة الملاحة الفضائية، ليشكل ذلك فعلياً بداية رحلة المسبار الفضائية إلى الكوكب الأحمر، إيذاناً بدخول دولة الإمارات التاريخ بإنجاز فضائي غير مسبوق على مستوى الوطن العربي، وليكون “مسبار الأمل” أول مهمة فضائية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة عربية.
عمليات دقيقة ومعقدة
وشهدت رحلة مسبار الأمل الممتدة لنحو 7 أشهر حتى الآن العديد من العمليات الدقيقة والمعقدة؛ ففي المرحلة الأولى انطلق الصاروخ متسارعاً بعيداً عن الأرض، وتم خلال هذه المرحلة استخدام محركات الصاروخ التي تعمل بالوقود الصلب، وبمجرد اختراق الصاروخ الغلاف الجوي للأرض تم التخلص من الغطاء العلوي للصاروخ الذي كان يحمي “مسبار الأمل”.
وفي المرحلة الثانية من عملية الإطلاق تم التخلص من محركات المرحلة الأولى، ووضع المسبار في مدار الأرض، لتعمل بعد ذلك محركات المرحلة الثانية على وضع المسبار في مساره نحو الكوكب الأحمر من خلال عملية محاذاة دقيقة مع المريخ. وكانت سرعة المسبار في هذه المرحلة 11 كيلومتراً في الثانية الواحدة، أي 39600 كيلومتر في الساعة.
ثم انتقل المسبار إلى المرحلة الثالثة والمعروفة بمرحلة العمليات المبكرة، وفيها بدأت سلسلة من الأوامر المعدة مسبقاً بتشغيل مسبار الأمل، وتشمل هذه العمليات تنشيط الكمبيوتر المركزي، وتشغيل نظام التحكم الحراري لمنع تجمد الوقود، وفتح الألواح الشمسية واستخدام المستشعرات المخصصة لتحديد موقع الشمس، لتبدأ بعدها مناورة تعديل موضع المسبار وتوجيه الألواح نحو الشمس، من أجل بدء عملية شحن البطاريات الموجودة على متن المسبار. وفور انتهاء العمليات السابقة بدأ “مسبار الأمل” في إرسال سلسلة من البيانات في أول إشارة تصل إلى كوكب الأرض، حيث تم التقاط هذه الإشارة من قبل شبكة مراقبة الفضاء العميق، وبالأخص المحطة التي تقع في العاصمة الإسبانية مدريد.
توجيه مسار المسبار
وفور تلقي المحطة الأرضية في دبي هذه الإشارة، باشر فريق العمل إجراء سلسلة من الفحوصات للتأكد من سلامة المسبار استمرت مدة 45 يوماً، فحص خلالها فريق العمليات والفريق الهندسي للمسبار جميع الأجهزة للتأكد من عمل الأنظمة والأجهزة الموجودة على متن المسبار بكفاءة. وفي هذه المرحلة، أجرى فريق عمل مسبار الأمل بنجاح مناورات توجيه المسار ليكون المسبار في أفضل مسار صوب الكوكب الأحمر، وقد نجح الفريق في إجراء أول مناورتين، الأولى في 11 أغسطس والثانية في 28 من أغسطس 2020.
وبعد إنجاز مناورتي توجيه المسار بنجاح، بدأت المرحلة الرابعة في رحلة “مسبار الأمل”، وهي “الملاحة في الفضاء” عبر سلسلة من العمليات الاعتيادية، إذ تواصل الفريق مع المسبار عبر محطة التحكم الأرضية بواقع مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، مدة كل منها تتراوح ما بين 6 إلى 8 ساعات. وفي الثامن من نوفمبر الماضي، أنجز فريق عمل مسبار الأمل بنجاح مناورة توجيه المسار الثالثة، ليتحدد على إثرها بدقة موعد وصول المسبار إلى مدار المريخ يوم 9 فبراير 2021 عند الساعة 7:42 مساء بتوقيت الإمارات. وخلال هذه المرحلة أيضاً قام فريق العمل بتشغيل الأجهزة العلمية لأول مرة في الفضاء وفحصها وضبطها، وذلك عبر توجيهها نحو النجوم للتأكد من سلامة زوايا المحاذاة الخاصة بها، والتحقق من أنها جاهزة للعمل بمجرد وصولها إلى المريخ.
ومع نهاية هذه المرحلة اقترب “مسبار الأمل” من المريخ لتبدأ المرحلة الرابعة، وهي أهم مراحل مهمته التاريخية لاستكشاف الكوكب الأحمر وأكثرها خطورة، وهي مرحلة الدخول إلى مدار المريخ.
أول صورة متكاملة لطقس المريخ
وتتضمن أهداف “مسبار الأمل” عند وصوله بنجاح إلى مداره حول الكوكب الأحمر تقديم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في تاريخ المهمات المريخية، وتكوين فهم أعمق بشأن التغيّرات المناخية على سطحه، ورصد الظروف المناخية للكوكب الأحمر على مدار اليوم وبين الفصول، ومراقبة الظواهر الجوية، كالعواصف الترابية والتغيرات في درجة الحرارة، ودراسة تأثير التغيّرات المناخية في تشكيل ظاهرة هروب غازي الأوكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي، عبر دراسة العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلية والعلوية، بالإضافة إلى كشف أسباب تآكل سطح المريخ، والبحث عن الروابط بين طقس اليوم والمناخ القديم للكوكب الأحمر. ومن شأن تحليل مناخ الكوكب الأحمر مساعدتنا على معرفة ما إذا كانت هناك إمكانية للحياة على سطح المريخ، واستشراف مستقبل كوكب الأرض، وسُبل الحفاظ على الحياة فيه.
وسوف يجمع مسبار الأمل أكثر من 1000 غيغابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، بحيث يتم إيداعها في مركز للبيانات العلمية في الإمارات من خلال عدة محطات استقبال أرضية منتشرة حول العالم، وسوف يقوم الفريق العلمي للمشروع بفهرسة وتحليل هذه البيانات التي ستكون متاحة للبشرية لأول مرة، ليتم بعد ذلك مشاركتها مع المجتمع العلمي المهتم بعلوم المريخ حول العالم في سبيل خدمة المعرفة الإنسانية.
مركز محمد بن راشد للفضاء
تأسس مركز محمد بن راشد للفضاء عام 2015 ليكون جزءاً رئيسياً من المبادرة الاستراتيجية الهادفة إلى دعم الابتكارات العلمية والتقدم التقني ودفع عجلة التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة. يتولى المركز مهمة تنفيذ مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”، كما عمل المركز على تصميم وبناء القمر الاصطناعي “خليفة سات” الذي تم إطلاقه عام 2018، وهو القمر الاصطناعي الأكثر تقدماً الذي ترسله دولة الإمارات إلى الفضاء.
وحقق المركز العديد من الإنجازات، أهمها إطلاق القمريين الاصطناعيين “دبي سات 1″ و”دبي سات 2” في 2009 و2013 على التوالي،. كما نجح المركز بإطلاق “نايف 1″، كأول قمر اصطناعي نانومتري إماراتي إلى الفضاء الخارجي أوائل العام 2017.
وتضم أجندة المركز العديد من المشاريع المستقبلية أهمها تطوير مشروع القمر الاصطناعي الإماراتي الجديد “”MBZ-Sat، ثاني قمر اصطناعي إماراتي، يتم تصميمه وبناؤه بالكامل على أيدي فريق من المهندسين الإماراتيين، بعد قمر “خليفة سات”، حيث كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد أعلن عن المشروع في أكتوبر الماضي. وسيكون “MBZ-Sat”، الذي سيتم العمل عليه في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، القمر الاصطناعي المدني الأكثر تطوراً في المنطقة في مجال التصوير الفضائي عالي الدقة والوضوح، حيث يتوقع إطلاقه في العام 2023.
وكالة الإمارات للفضاء
تم إنشاء وكالة الإمارات للفضاء في عام 2014، وتعد أول وكالة فضاء أسست في المنطقة، وتتلخص أهدافها في تنظيم ودعم قطاع الفضاء في الدولة وتعزيز مكانته في المنطقة والعالم، وتطوير قطاع الفضاء الوطني للمساهمة في تنويع الاقتصاد الإماراتي، وإعداد جيل متميز من الكوادر الوطنية المؤهلة لقيادة قطاع الفضاء من خلال مجموعة من برامج بناء القدرات، ورفع مستوى الوعي حول علوم الفضاء ومجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وإقامة شراكات دولية وتعزيز دور الإمارات ومكانتها في قطاع الفضاء.
ولتحقيق هذه الأهداف تم إطلاق كل من الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء عام 2015، والسياسة الوطنية لقطاع الفضاء عام 2016، والخطة الوطنية للاستثمار الفضائي عام 2018، وقانون تنظيم قطاع الفضاء في أواخر 2019.
وقد صممت وكالة الإمارات للفضاء خارطة طريق واضحة للابتكار في تكنولوجيا وعلوم الفضاء، لتحديد أولويات تطوير القدرات البحثية في الجامعات ومراكز البحوث المحلية. وتركز الوكالة على جذب الشباب الإماراتيين للانخراط في علوم وتكنولوجيا الفضاء، الأمر الذي سيؤدي إلى إعداد جيل من الرواد المتميزين في هذا القطاع، داخل الدولة وخارجها.